الغاية من خلق الإنسان...

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أجيب على هذا السؤال ، أحب أن أنبه على قاعدة عامة ، فيما يخلقه الله و فيما يشرعه ، و هذه القاعدة مأخوذة من قوله تبارك و تعالى: { إنه هو العليم الحكيم }، و قوله :{ إن الله كان عليما حكيما } و غيرهما من الآيات الكثيرة الداله على إثبات الحكمة لله، فيما يخلقه ، و فيما يشرعه ، أي : في أحكامه الكونية ، و الشرعية ، فإن ما من شيء يخلقه الله إلا و له حكمة، سواء كان ذلك في إيجاده أو إعدامه، و ما من شيء يشرعه الله إلا لحكمة، ، سواء كان ذلك في إيجابه أو تحريمه أو إباحته.

لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمه الكوني و الشرعي ، قد تكون معلومة لنا ، و قد تكون مجهولة ، و قد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض ، حسبما يأتيهم الله من العلم و الفهم. إذ تقرر هذا فإننا نقول: إن الله خلق الجن و الإنس لحكمة عظيمة، و غايه حميدة، و هي عبادته تبارك وتعالى، كما قال الله: { و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون } ، و قال تعالى
: { أفحسبتم أنما خلقتناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون} و قال تعالى : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } إلى غير ذلك من الآيات الدّالّة على أن لله تعالى حكمة بالغة في خلق الجن و الإنس ، و هي عبادته.
و العباده : هي التذلل لله : محبة ، و تعظيما لفعل أوامره، و اجتناب نواهيه، على الوجه الذي جاءت به الشرائع ، قال الله تعالى : { و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}

فهذه هي الحكمة من خلق الجن و الإنس و على هذا ، فمن تمرد على ربه ، و استكبر عن عبادته ، فإنه يكون نابذا لهذه الحكمة التي خلق العباد من أجلها ، و فعله يشهد بأن الله تعالى خلق الخلق عبثا و سدى ، و هو و إن لم يصرح بذلك ، لكن هذا مقتضى تمرده و استكباره عن طاعة ربه.

دووووم مبدعه
يسلمووووووو

مشكوووره يا مبدعهـ

مشكوووووره