`~'*¤!||!¤*علاج أورام وأمراض الدماغ بواسطة جهاز "الجامانايف"*¤!||!¤*'

دخلت الجراحة المصوبة الثلاثية الأبعاد (السيترويوتاكتيك) إلى عالم جراحة الدماغ بالأربعينيات من القرن الماضي، وكان الهدف منها الوصول إلى أعماق الدماغ بدقة لتجنب مخاطر عمليات التفتيش عن الأورام العميقة بالدماغ.

وتطورت الطرق والأجهزة منذ ذلك التاريخ وتطور معها علم جديد وهو ما يسمى الجراحة الشعاعية المصوبة، حيث أدخل هذا المسمى إلى عالم جراحة الدماغ العالم السويدي (لاكسيل) وفريقه، إذ استطاع اختراع جهاز العلاج بالأشعة العميقة في العام 1959 لتوجيه أشعة مركزة إلى ورم حميد بالعصب السمعي بقاع الدماغ، مع الحفاظ على أنسجة الدماغ المحاذية للورم وباستخدام جهاز الجراحة المصوبة الثلاثية الأبعاد، وانكمش الورم خلال عامين من دون حدوث أي مضاعفات كما هو متوقع من الجراحة المجهرية ومن دون نزف أو تساقط الشعر.

وبعد ذلك تطور هذا العلم الجديد باختراع أول أنموذج علاجي في العام 1968 وسمي الجهاز مجازاً "جامانايف"؛ أي سكين جاما نظراً لدقته كالسكين وباستعمال أشعة جاما بالمعالجة.

ومنذ ذلك التاريخ فقد انتشرت هذه التكنولوجيا الحديثة وأصبح في العالم أكثر من 264 مركزاً نصفها بالولايات المتحدة الأميركية واليابان لمعالجة الأورام والأمراض الدماغية من دون جراحة.

وقد كان الأردن من الدول السباقة إذ أنشئ مركز الجامانايف بعمان في العام 1996 وعدّ الوحيد في الشرق الأوسط والعالم العربي لغاية العام 2004.

استعمالات هذا الجهاز كانت منحصرة بعلاج الأورام الحميدة الدماغية التي يصعب استئصالها جراحياً أو أن الجراحة المجهرية التقليدية قد تسبب مضاعفات عصبية شديدة، وقد تطورت استعمالات جهاز الجامانايف والمسماة بالجراحة الشعاعية المصوبة الثلاثية الأبعاد بالجامانايف، لتشمل الأورام السحائية الحميدة وأورام العصب السمعي وأورام قاع الدماغ وأمراض الاتصالات الشريانية الدماغية الخلقية والأورام الخبيثة المسيطر عليها والأورام الانتقالية للدماغ وأورام الغدة النخامية.

ومع تطور العلوم العصبية وازدياد المفهوم العلمي للأمراض فقد أدخلت حديثاً المعالجة الوظيفية للأمراض الوظيفية ومنها معالجة ألم العصب الثلاثي التوأمي الخامس، الذي يصعب في كثير من الحالات معالجته تحفيظاً وجراحياً، وكذلك معالجة بعض أنواع مرض الصرع الذي يصيب عينة كبيرة من المجتمع من ذوي الأعمار الصغيرة والكبيرة بالإضافة لمعالجة أمراض الحركات اللاإرادية.

وبالنسبة للمضاعفات المتوقعة لهذه المعالجة فهي قليلة جداً بالمقارنة مع الجراحة التقليدية؛ إذ إن المريض يستطيع أن يدخل المستشفى لإجراء المعالجة ويخرج باليوم نفسه أو اليوم التالي ويعود لعمله ولا توجد مضاعفات النزف أو الالتهابات أو الجروح أو تساقط الشعر كما يحصل بالجراحة أو بمعالجة الأشعة العميقة العادية.

أما كيفية عمل الجهاز فتتم بتوجيه أشعة جاما المركزة على الورم بجهاز (الستيريوتاكتيك) الثلاثي الأبعاد مع الحفاظ على الأنسجة الدماغية الطبيعية المحاذية للورم، ويتم قتل الورم بجلسة واحدة وبعد ذلك ينكمش الورم المقتول خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويجب متابعة الحالة المرضية خلال تلك الفترة.

وقد عولج أكثر من ألف حالة ناجحة بالمركز خلال الأعوام السابقة، وعالمياً عولج أكثر من أربعمائة ألف حالة معظمها بالولايات المتحدة الأميركية واليابان والصين وأوروبا.

مـــــيـــــرســــــي ....


(( تــقــبــلـــي مــروري ))

مشكــــووووووورهــ